المتعه الحقيقيه فى مونديال 2010

رغم صداع " الفوفوزيلا " وخداع " الجابولانى " والمشاكل الامنيه والتنظيميه التى لا حصر لها ... تبقى المتعه حاضره فى مونديال جنوب افريقيا 2010 .... صحيح انها لم تكن المتعه التى انتظرها الملايين من عشاق كره القدم من مشاهده جماليات وفنيات كرويه رائعه ... وذلك بعد ان حرمتهم التكتيكات الدفاعيه المسيطره على فكر الغالبيه العظمى من المدربين فى هذا العرس العالمى من الاستمتاع بالقدرات الفنيه العاليه التى يمتلكها العديد من نجوم هذا المونديال .
لكن المتعه الحقيقيه من وجهه نظرى كانت فى هذا المستوى الرائع الذى عليه الاخراج التليفزيونى للمباريات ... شىء اقرب الى الخيال ... بل اننا قد نراه اعجازا حقيقيا اذا ما قارنا بينه وبين ما يقدمه مخرجينا دائموا الابداع !
المخرج المونديالى او المبدع الحقيقى لا يترك فرصه للمشاهد للاستنتاج او الشك ... فقبل ان يقفز الاستنتاج او الشك الى عقله يفاجأ بالصوره واضحه جليه امام عيناه لتقطع الشك باليقين ...كل شىء ترصده كاميراته بدقه متناهيه ... ولديه قدره غير طبيعيه على اختيار الصوره التى يعرضها من بين العديد من الكاميرات فى توقيت قياسى ... يرصد الانفعالات وردود الافعال لدى اللاعبين والمدربين والحكام وحتى الجمهور بطريقه رائعه فتخرج الصوره عفويه تلقائيه مميزه .
الفارق بين ما يقدمه هؤلاء المبدعون الحقيقيون وبين ما يقدمه مدعوا الابداع لدينا كبير جدا ... لدرجه انى اشعر بالذنب لمجرد انى وضعت هؤلاء مع اولئك فى مجال واحد للمقارنه ....لكن هل يمكن ان نرى مستوى قريب من هذا - ولا اقول مساوى له - عندنا ؟ اعتقد ان هذا ممكن فى حاله واحده فقط ... وهى التعاقد مع احدى الشركات العالميه المحترمه فى النقل والاخراج التليفزيونى لتقوم بنقل المباريات المقامه على ملاعبنا بشرط ان يتم الاستعانه بمجموعه مختاره من الشباب المصرى لتدريبهم عمليا اثناء مده التعاقد ... مع ضروره ان يكون اختيار هؤلاء الشباب على اسس موضوعيه وبعيدا عن المحسوبيه ...اذا حدث هذا فربما نجد فى يوم من الايام لدينا مبدعين حقيقيين ... بدلا من مخرجى الموالد عديمى الموهبه .