
اعتادت مجله " التايم " الامريكيه ان تختار كل عام الشخصيه الاكثر تاثيرا خلال السنه ، ووفقا لتقاليد التايم فمن الممكن ان يقع الاختيار على شخصا او منظمه او حاله تركت تاثيرا جوهريا ، سلبيا او ايجابيا ، فى حياه الناس ، بحيث جعلت من العام حاله فارقه بالنسبه لهم .
اعتقد اننا لو اردنا ان نختار شخصيه هذا العام فى مصر ، فسيقع الاختيار حتما على " الفقر " ليكون هو شخصيه هذا العام دون منازع ، ولما لا وقد اصبح بفضل سياسات الحكومه الرشيده يطرق كل باب على ارض المحروسه ، تلك السياسات التى قضت على الطبقه الوسطى وحولت المجتمع الى طبقتين ، طبقه شديده الفقر يندرج تحتها الغالبيه العظمى من افراد الشعب ، وطبقه شديده الثراء يندرج تحتها اهل الصفوه من المقربين المنعمين فى خير الحكومه .
وبسبب هذا الفقر اصبحنا نسمع عن جرائم وحوداث لم نكن نسمع عنها من قبل ، فمن اب يذبح ابناؤه وزوجته ثم ينتحر ، لشعوره بعجزه المتزايد عن تلبيه الحد الادنى من متطلبات المعيشه ، الى اخر يصاب بانفجار فى المخ وهو نائم بعد ان استمع لقائمه الاحتياجات المطلوبه للمنزل من زوجته بمناسبه دخول رمضان متزامن مع دخول المدارس ، فما كان منه الا ان ذهب الى نومه بغير رجعه .
كل هذا واكثر جعل من الفقر الحاله الاكثر تاثيرا فى حياه الناس ، وجعل من طرقه المتزايد على بابك اكبر دليل على تحقق شعار " يبقى انت اكيد اكيد فى مصر " ، بل انه اصبح يمثل الرابطه الاكثر عددا فى مصر ، وهى رابطه " المعذبين تحت خط الفقر" ، التى تجاوز تعدادها بمراحل رابطه مشجعى الاهلى .

اتوقع ان يحتل " الذل " مكانه " الفقر " فى العام المقبل ، خاصه مع رغبه الحكومه المتزايده فى الغاء الدعم .
هناك تعليقان (٢):
تم نشر المقاله فى موقع انصار بورسعيد
اقراها على الرابط التالى
http://www.ansarportsaid.net/makaldetail.asp?ID=230
تم نشر المقاله اليوم 29/12/2007
فى جريده المصرى اليوم
اضغط هنا لتقرأها
إرسال تعليق