وانا طفل صغير عمرى ما تمنيت ان اكون دكتور ولا حتى ظابط شرطه ، رغم ان اغلب الاطفال وقتها وحتى الى اليوم لو سألتهم ايه امنيتهم ، لكان رد الغالبيه العظمه منهم اما دكتور او ظابط ، لكن انا كنت مختلف ، وكانت لى وجهه نظر فيهما جعلتنى لا افكر مطلقا ان امتهن فى يوم من الايام احداهما.
فمثلا رغم ان وقتها لم نكن نسمع عن ظابط ادخل العصا فى مؤخره احد المواطنين ولا حتى عمل كليب يصور احد افراد القسم وهو يحطم الرقم القياسى فى ضرب المتهم على قفاه ، الا اننى كنت استبعد ان اكون يوما ظابط فاضطر ربما الى ظلم احد الابرياء وانا اؤدى واجبى وانفذ القانون ، فمثلا ظابط الشرطه الذى يطارد الباعه الجائلين يؤدى واجبه ، لكنه فى نفس الوقت قد يؤدى الى حرمان اسره من مصدر رزقها.
هذا بالنسبه لمهنه ظابط الشرطه اما بالنسبه لمهنه الطبيب ، فكان لى وجهه نظر مختلفه ، كنت انظر الى الطبيب على انه انسان قد حباه الله بقدارات خاصه ، لا نجدها لدى البشر العاديين اللى انا واحد منهم ، فكنت اعتقد ان الطبيب لا يخطىء ابد ، وكيف يخطىء وهو مسؤول عن ارواح لبشر سلمت له نفسها طواعيه وثقه منها بأنه يملك الوسيله التى تخفف عنهم الامهم
هذا كان سببا كافيا لرفضى مجرد التفكير فى ان اصبح طبيب ، لانى كنت ارى اننى لا امتلك تلك القدرات الفريده التى كنت اعتقد انها موجوده لدى الاطباء وبالتالى كنت اخشى ان اكون سببا يوما فى ضياع ارواح البشر نتيجه لانى غير مؤهل لهذه المهنه العظيمه.
لكنى اليوم وبعد ان مرت بى تجارب كثيره مع الاطباء ، تغيرت فكرتى عن تلك المهنه تماما.
فمن خلال تجربه مررت بها مع ابنى الذى لم يكن يتجاوز عمره العام ونصف العام ، والذى كان مولودا بعيب خلقى فى القلب ، جعلنى اتردد به على الاطباء وخاصه فى مستشفى الدمرداش ، الذين قرروا له اجراء قسطره تشخيصيه ، وفى اليوم المحدد ذهبت به لاجراء تلك العمليه اذا جاز لى ان اطلق عليها عمليه ، واثناء انهائى لاجراءات الدخول ، كانوا قد ادخلوه حجره لها باب يشبه لحد كبير باب الخماره فى فيلم رصيف نمره خمسه ، وهذا الباب كان تقريبا لا يغلق من كثره المارين من خلاله ، رغم انه من المفروض ان يكون هذا المكان معقم ، المهم كنت اجلس خارج الحجره وصراخ ابنى مسموعا لى بوضوح ، الى ان انتهت الدكتوره ومن معها منه واخرجوه الى غرفه الرعايه ، وتقريبا كانت مده العمليه نصف ساعه ، واتذكر ان الدكتوره قامت يومها بأجراء ما يقرب من 17 عمليه قسطره لاطفال صغار .
خرج ابنى وهو فاقد للوعى وقالوا انه سيمكث فى غرفه الرعايه لمده 24 ساعه حتى يفيق ونعود به للمنزل ، لكنه مكث شهر كامل ويوم وكما يقال فان الاطباء لعبوا فيه البخت ، فرغم انه ذهب اليهم لاجراء قسطره تشخيصيه توضح لهم ماهيه الاجراء الذى سيتخذ لعلاجه من العيب الخلقى الذى اصاب قلبه ، فأنه فى خلال الشهر تسببوا من خلال جهلهم واهمالهم فى اصابته بجلطه فى المخ ادت الى حدوث شلل نصفى وفقدان البصر ، ثم اصيب بالتهاب رئوى حاد ، واخيرا فشل كلوى ، كل هذا فى خلال شهر ، واذكر انه فى خلال نفس الشهر توفى على ايديهم تسعه اطفال ، واذكر ايضا اننى كنت امضى اوقات ابحث فيها عن طبيب يتابع حاله ابنى عندما تسوء ، ولكنى لا اجد فى تلك المخروبه طبيب ، حتى انه فى يوم سمعت الممرضه تتصل باحد زملائها وتطلب منه ان يرسل لهم اى حد لابس بالطو ابيض علشان الاهالى تهدأ ، ولما سمعت ذلك اخبرتها بامكانيه قيامى بهذه العمليه اذا رغبت ، فنظرت الى وانصرفت منزعجه وعلمت انها كانت تخشى ان اخبر احدا بما سمعت ، اذكر ايضا احد الاطباء الذى كان يتناوب الاشراف على الرعايه ، وكان دوره يوما فى ورديه الليل ، ولما كان يستلم كان يذهب الى مكان بعيد عن الرعايه لكى ينام حتى الصباح ، وعندما كانت تذهب اليه احدى الممرضات لتخبره بانهيار حاله احد الاطفال كان ينهرها بشده ويطلب منها الا تأتيه مره اخرى ، وفى الصباح يأخذ شنطته ويترك المستشفى دون ان ينتظر حتى ليسلم الطبيب الاخر ، الذى غالبا ما كان يتأخر عن موعده ، حتى انه فى يوم الجمعه لم يأتى الطبيب الا بعد الصلاه ، رغم ان هذا اليوم شهد انهيار حاله اكثر من طفل وذهبت يومها لابحث عن طبيب فى المستشفى كله فلم نعثر على احد ، المهم ان ابنى بعد هذا الشهر وبعد ان افسد الاطباء عليه حياته ، انتقل الى رحمه الله ، وربما يكون سببا فى افساد اخرتهم .
من اجل هذا تغيرت فكرتى كثيرا عن الاطباء وخاصه ان تلك المستشفى الحكومى كان يشرف عليها كبار الاطباء فى مصر ، لكنهم كانوا عباره عن اسماء موضوعه على جدارن المستشفى ، نادرا ما ياتوها ، لان كل وقتهم كان يذهب لعيادتهم ولمستشفياتهم الخاصه ، اما المستشفى فكانت عباره عن حقل تجارب.
فمثلا رغم ان وقتها لم نكن نسمع عن ظابط ادخل العصا فى مؤخره احد المواطنين ولا حتى عمل كليب يصور احد افراد القسم وهو يحطم الرقم القياسى فى ضرب المتهم على قفاه ، الا اننى كنت استبعد ان اكون يوما ظابط فاضطر ربما الى ظلم احد الابرياء وانا اؤدى واجبى وانفذ القانون ، فمثلا ظابط الشرطه الذى يطارد الباعه الجائلين يؤدى واجبه ، لكنه فى نفس الوقت قد يؤدى الى حرمان اسره من مصدر رزقها.
هذا بالنسبه لمهنه ظابط الشرطه اما بالنسبه لمهنه الطبيب ، فكان لى وجهه نظر مختلفه ، كنت انظر الى الطبيب على انه انسان قد حباه الله بقدارات خاصه ، لا نجدها لدى البشر العاديين اللى انا واحد منهم ، فكنت اعتقد ان الطبيب لا يخطىء ابد ، وكيف يخطىء وهو مسؤول عن ارواح لبشر سلمت له نفسها طواعيه وثقه منها بأنه يملك الوسيله التى تخفف عنهم الامهم
هذا كان سببا كافيا لرفضى مجرد التفكير فى ان اصبح طبيب ، لانى كنت ارى اننى لا امتلك تلك القدرات الفريده التى كنت اعتقد انها موجوده لدى الاطباء وبالتالى كنت اخشى ان اكون سببا يوما فى ضياع ارواح البشر نتيجه لانى غير مؤهل لهذه المهنه العظيمه.
لكنى اليوم وبعد ان مرت بى تجارب كثيره مع الاطباء ، تغيرت فكرتى عن تلك المهنه تماما.
فمن خلال تجربه مررت بها مع ابنى الذى لم يكن يتجاوز عمره العام ونصف العام ، والذى كان مولودا بعيب خلقى فى القلب ، جعلنى اتردد به على الاطباء وخاصه فى مستشفى الدمرداش ، الذين قرروا له اجراء قسطره تشخيصيه ، وفى اليوم المحدد ذهبت به لاجراء تلك العمليه اذا جاز لى ان اطلق عليها عمليه ، واثناء انهائى لاجراءات الدخول ، كانوا قد ادخلوه حجره لها باب يشبه لحد كبير باب الخماره فى فيلم رصيف نمره خمسه ، وهذا الباب كان تقريبا لا يغلق من كثره المارين من خلاله ، رغم انه من المفروض ان يكون هذا المكان معقم ، المهم كنت اجلس خارج الحجره وصراخ ابنى مسموعا لى بوضوح ، الى ان انتهت الدكتوره ومن معها منه واخرجوه الى غرفه الرعايه ، وتقريبا كانت مده العمليه نصف ساعه ، واتذكر ان الدكتوره قامت يومها بأجراء ما يقرب من 17 عمليه قسطره لاطفال صغار .
خرج ابنى وهو فاقد للوعى وقالوا انه سيمكث فى غرفه الرعايه لمده 24 ساعه حتى يفيق ونعود به للمنزل ، لكنه مكث شهر كامل ويوم وكما يقال فان الاطباء لعبوا فيه البخت ، فرغم انه ذهب اليهم لاجراء قسطره تشخيصيه توضح لهم ماهيه الاجراء الذى سيتخذ لعلاجه من العيب الخلقى الذى اصاب قلبه ، فأنه فى خلال الشهر تسببوا من خلال جهلهم واهمالهم فى اصابته بجلطه فى المخ ادت الى حدوث شلل نصفى وفقدان البصر ، ثم اصيب بالتهاب رئوى حاد ، واخيرا فشل كلوى ، كل هذا فى خلال شهر ، واذكر انه فى خلال نفس الشهر توفى على ايديهم تسعه اطفال ، واذكر ايضا اننى كنت امضى اوقات ابحث فيها عن طبيب يتابع حاله ابنى عندما تسوء ، ولكنى لا اجد فى تلك المخروبه طبيب ، حتى انه فى يوم سمعت الممرضه تتصل باحد زملائها وتطلب منه ان يرسل لهم اى حد لابس بالطو ابيض علشان الاهالى تهدأ ، ولما سمعت ذلك اخبرتها بامكانيه قيامى بهذه العمليه اذا رغبت ، فنظرت الى وانصرفت منزعجه وعلمت انها كانت تخشى ان اخبر احدا بما سمعت ، اذكر ايضا احد الاطباء الذى كان يتناوب الاشراف على الرعايه ، وكان دوره يوما فى ورديه الليل ، ولما كان يستلم كان يذهب الى مكان بعيد عن الرعايه لكى ينام حتى الصباح ، وعندما كانت تذهب اليه احدى الممرضات لتخبره بانهيار حاله احد الاطفال كان ينهرها بشده ويطلب منها الا تأتيه مره اخرى ، وفى الصباح يأخذ شنطته ويترك المستشفى دون ان ينتظر حتى ليسلم الطبيب الاخر ، الذى غالبا ما كان يتأخر عن موعده ، حتى انه فى يوم الجمعه لم يأتى الطبيب الا بعد الصلاه ، رغم ان هذا اليوم شهد انهيار حاله اكثر من طفل وذهبت يومها لابحث عن طبيب فى المستشفى كله فلم نعثر على احد ، المهم ان ابنى بعد هذا الشهر وبعد ان افسد الاطباء عليه حياته ، انتقل الى رحمه الله ، وربما يكون سببا فى افساد اخرتهم .
من اجل هذا تغيرت فكرتى كثيرا عن الاطباء وخاصه ان تلك المستشفى الحكومى كان يشرف عليها كبار الاطباء فى مصر ، لكنهم كانوا عباره عن اسماء موضوعه على جدارن المستشفى ، نادرا ما ياتوها ، لان كل وقتهم كان يذهب لعيادتهم ولمستشفياتهم الخاصه ، اما المستشفى فكانت عباره عن حقل تجارب.
هناك تعليقان (٢):
انا اسف كتبت تعليقي في سجل الزوار وكان المروض اكتبه هنا ارجو المعذره
علاء السويسي
ولا يهمك يا علاء
انا سعيد بزيارتك وتعليقك
إرسال تعليق